الهيئة: الرئيس: نجاة ابو شقرا
بكور
1- عدم صلاحية القضاء اللبناني لملاحقة المنتمين لتنظيمات مسلّحة هادفة الى الدفاع وردّ الاعتداءات عن بلدة تلدو السورية لدخول أفعالهم في إطار نزاع مسلح داخلي وفي إطار ممارسة حق الشعوب في تقرير مصيرها وفي الكفاح المسلح وعدم اتصافها بالأعمال الإرهابية.
لدى التدقيق،
وبعد الاطلاع على ورقة الطلب رقم ١٨٥٨/٢٠٢٠ تاريخ ٦/٢/٢٠٢٠ ومرفقاتها،
وعلى مطالعة حضرة مفوض الحكومة المعاون تاريخ ٣/٤/٢٠٢٠،
وعلى الأوراق كافة،
تبين أنه أسند إلى المدعى عليهم:
١ـ س.ب.، والدته سارة، مواليد ١٩٨٩، سوري، (أوقف وجاهياً بتاريخ ٧/٢/٢٠٢٠ وأخلي سبيله دون كفالة مالية بتاريخ ٣٠/٣/٢٠٢٠)،
٢- ع.ا.، والدته عواش، مواليد ١٩٨٩، سوري، (أوقف وجاهياً بتاريخ ٧/٢/٢٠٢٠ وأخلي سبيله دون كفالة مالية بتاريخ ٢٤/٣/٢٠٢٠)،
٣ـ ع.ب.، والدته أديبة، مواليد ١٩٩٠، سوري، (أوقف وجاهياً بتاريخ ٧/٢/٢٠٢٠ وأخلي سبيله دون كفالة مالية بتاريخ ٢٤/٣/٢٠٢٠)،
٤ـ ع.ف.، والدته وفاء، مواليد ٢٠٠٠، سوري، (أوقف وجاهياً بتاريخ ٧/٢/٢٠٢٠ وأخلي سبيله دون كفالة مالية بتاريخ ٢٤/٣/٢٠٢٠)،
٥ـ م.م.، والدته نادرة، مواليد ١٩٨٧، سوري، (أوقف وجاهياً بتاريخ ٧/٢/٢٠٢٠ وأخلي سبيله دون كفالة مالية بتاريخ ٢٤/٣/٢٠٢٠)،
٦ـ أ.ا.، والدته رتيبة، مواليد ١٩٩٩، سوري، (أوقف وجاهياً بتاريخ ٧/٢/٢٠٢٠ وأخلي سبيله دون كفالة مالية بتاريخ ٣٠/٣/٢٠٢٠)،
٧ـ ب.ب.، والدته فاطمة، مواليد ١٩٨٩، سوري، (أوقف وجاهياً بتاريخ ٧/٢/٢٠٢٠ وأخلي سبيله دون كفالة مالية بتاريخ ٢٤/٣/٢٠٢٠)،
٨ـ ع.ا.، والدته رتيبة، مواليد ١٩٨٨، سوري، (أوقف وجاهياً بتاريخ ١١/٢/٢٠٢٠ وأخلي سبيله دون كفالة مالية بتاريخ ٣٠/٣/٢٠٢٠)،
٩ـ كل من يظهره التحقيق،
بأنهم، في الأراضي اللبنانية، وبتاريخ لم يمر عليه الزمن، أقدموا على الانتماء إلى تنظيم إرهابي مسلح (أحرار الشام وجبهة النصرة) وعلى المشاركة بأعمال أمنية وعسكرية لصالحها،
الجرم المنصوص عنه في المواد /٣٣٥/ عقوبات و/٥/ و/٦/ من قانون ١١/١/١٩٥٨ و/٧٢/ أسلحة،
وأنه بنتيجة التحقيق تبين ما يلي،
أولاً: في الوقائع:
أنه بتاريخ ٢٧/١/٢٠٢٠ أوقفت مديرية المخابرات في الجيش المدى عليهم: س.ب.، و ع.ب.، وع.ب.، وع.ف.، وم.م.، وأ.ا.، ب.ب.، وع.ا.، وذلك للاشتباه بانتمائهم إلى التنظيمات الإرهابية في سوريا،
وأنه لدى التحقيق الأولي معهم،
أدلى المدعى عليه س.ب. أنه يتردد إلى لبنان منذ العام ٢٠١٠ بطريقة شرعية، وأنه في العام ٢٠١١ وخلال وجوده في سوريا شارك في المظاهرات التي حصلت في بلدته تلدو، ثم عاد إلى لبنان في صيف ٢٠١١، وأنه في الشهر الرابع من العام ٢٠١٢ ارتكب النظام السوري مجزرة في بلدته أودت بحياة /٥٢/ شخصاً أغلبهم من النساء والأطفال، ما دفعه للعودة إلى بلدته ومساندة أهلها، فدخل سوريا بطريق التهريب بعد أن غادر لبنان بطريقة شرعية، والتحق بمجموعة مسلحة داخل بلدته هي "مجموعة الرباط" وشارك مع عناصر هذه المجموعة بحراسة أطراف بلدته لمنع تسلل عناصر من الجيش النظامي إليها، وبعد عشرة أيام عاد إلى لبنان مع زوجته بطريقة شرعية وبقي فيه لغاية العام ٢٠١٨، حين عاد إلى سوريا مع عائلته وبعد أن أجرى تسوية مع النظام السوري وبقي في بلدته لثلاثة أشهر، عاد بعدها إلى لبنان خلسة ولا يزال من حينه موجوداً في لبنان، وأنه لم ينتمِ في لبنان لأية مجموعة مسلحة، وأن البعض من أبناء بلدته انتموا لتنظيمات إرهابية، وهو لا زال يتواصل معهم، وأغلبهم بات في تركيا أو أوروبا،
وأدلى المدعى عليه ع.ب. أنه يتردد إلى لبنان بهدف العمل فيه منذ العام ٢٠١٠، وهو يدخله بطريقة شرعية، وكان يتردد إلى سوريا لزيارة أهله، وأنه في العام ٢٠١٣ انتمى لمجموعة مسلحة في بلدته تتبع "لواء الأنصار"، وهو شارك مع هذه المجموعة في معارك عدة ضد الجيش السوري النظامي، وهو بقي مع هذه المجموعة حتى العام ٢٠١٥ حين انضم لمجموعة أخرى هي مجموعة سعيد عامر، وهو شارك مع هذه المجموعة بمعارك عدة ضد الجيش السوري النظامي، وأنه في العام ٢٠١٦ ترك هذه المجموعة ودخل لبنان خلسة عبر جرود عرسال، وهو لم ينتمِ في لبنان لأية مجموعة أو تنظيم مسلح، وأنه يتواصل مع العديد من أبناء بلدته الموجودين في لبنان بهدف السلام فقط، وأنه لا يعرف أي شيء عن انتماءاتهم الأمنية،
وأدلى المدعى عليه ع.ب. أنه يتردد إلى لبنان منذ العام ٢٠٠٤ من أجل العمل فيه، وهو كان عنصراً في جهاز أمن الدولة السوري، وهو انشقّ عن هذا الجهاز في العام ٢٠١٢ وانتمى خلال شهر أيلول من هذا العام إلى "كتيبة العرياط ابن ساري"، وبقي مع هذه المجموعة لمدة شهرين، شارك خلالها بأعمال الحراسة ولم يشارك بأية معارك، وأنه خلال العام ٢٠١٣ حضر إلى لبنان بطريقة غير شرعية، وأنه لم يعمل يوماً في تجارة الأسلحة الحربية، وأنه لم يخطط للقيام بأي عمل أمني مشبوه في لبنان،
وأدلى المدعى عليه ع.ف. أنه انتمى في العام ٢٠١٦ لـ"تنظيم أحرار الشام" وتحديداً لـ"كتيبة القادسية"، وكان يكلّف بداية بأعمال دوريات أمنية، ثم تلقى في أواخر العام ٢٠١٦ دورة عسكرية شملت أيضا دروساً دينية وشرعية، بعدها انتقل إلى مجموعة "صقور ٣" التابعة لأحرار الشام، حيث كان يكلّف بأعمال الحراسة، وبقي على هذه الحال لمدة سنة، وبعد عودة بلدته تحت سيطرة الجيش السوري النظامي، تمّ توقيفه ثم أخلي سبيله في إطار مصالحة أجريت مع النظام السوري، وأنه دخل لبنان خلسة في أواخر العام ٢٠١٩،
وأدلى المدعى عليه م.م. أنه يتردد إلى لبنان منذ العام ٢٠١١، وأنه انضم في العام ٢٠١٢ وخلال وجودة في سوريا إلى "تجمع طلف الأحرار"، وكان يقوم بأعمال الحراسة والحماية، كما شارك ببعض المعارك ضد الجيش السوري النظامي، وأن هذا التنظيم عاد وبايع جبهة النصرة، وهو كان ترك التنظيم وحضر إلى لبنان أواخر العام ٢٠١٢ تقريباً بصورة شرعية ولم يغادره، وأنه لم ينتمِ بعد ذلك لأي تنظيم إرهابي أو مسلح، ولم يكلف للقيام بأي عمل أمني أو لوجستي لصالح أي تنظيم إرهابي على الأراضي اللبنانية، وأنه لم يشارك في معارك عرسال، وأنه ينفي أي علاقة له بتجارة الأسلحة أو المتفجرات،
وأدلى المدعى عليه أ.ا. أنه حضر إلى لبنان مع أهله في العام ٢٠١٣ بطريقة شرعية ولم يغادره، وأنه شارك في العام ٢٠١١ في المظاهرات التي حصلت في بلدته ضد النظام السوري، ثم انضم لمجموعة "أبو يزن" المسلحة وشارك معها بأعمال حراسة وبعض المهمات الأمنية في ريف حمص، وأن المجموعة عادت وانتقلت إلى منطقة بعيدة من أجل القتال، فتركها بسبب صغر سنه حينها، وفي العام ٢٠١٣ دخل إلى لبنان بطريقة شرعية، فيما بايعت هذه المجموعة جبهة النصرة، وأنه لم ينتمِ في لبنان لأي تنظيم إرهابي أو مسلح، وأنه لم يقصد يوماً بلدة عرسال ولم يشارك في المعارك التي دارت فيها، وأنه يتواصل مع العديد من أبناء بلدته لكنه لا يعرف أي شيء عن ارتباطاتهم الأمنية،
وأدلى المدعى عليه ب.ب. أنه يتردد إلى لبنان منذ العام ٢٠١٠ من أجل العمل فيه، وأنه في الشهر الخامس من العام ٢٠١٢ وخلال وجوده في سوريا انتمنى إلى "مجموعة الملازم المنشق مالك بكور" المسلحة، وهوشارك معها في أعمال الحراسة وبعض المهمات الأمنية في ريف حمص، كما شارك في بعض المعارك ضد الجيش السوري، وفي أواخر العام ٢٠١٢ ترك المجموعة وقدم إلى لبنان، وأنه لم ينتمِ لأي تنظيم إرهابي أو مسلح في لبنان، ولم يكلف للقيام بأي عمل أمني أو لوجستي لصالح أي تنظيم إرهابي في لبنان،
وأدلى المدعى عليه ع.ا. أنه قدم إلى لبنان في العام ٢٠١٣ مع عائلته بصورة شرعية، وأنه أثناء وجوده في سوريا انتمى لـ"مجموعة السوري أحمد رجب" المسلحة، وأدّى معها العديد من المهمات الأمنية والقتالية، وهو علم أن هذه المجموعة بايعت لاحقاً التنظيمات الإرهابية، وأنه لم ينتمِ في لبنان لأي تنظيم مسلح أو إرهابي، وأنه لم يشارك في معركة عرسال، وأنه لم يقصد هذه البلدة يوماً، وأنه لم يكلف للقيام بأي عمل أمني أو لوجستي لصالح أي تنظيم إرهابي على الأراضي اللبنانية،
وأنه خلال التحقيق الاستنطاقي، ولدى استجواب المدعى عليهم،
أنكر المدعى عليه س.ب. ما أسند له، وأدلى أنه موجود في لبنان منذ العام ٢٠١٢، وهو دخل لبنان بطريقة شرعية، وأنه بقي في لبنان حتى العام ٢٠١٨، وتحديداً ٢٤/١٢/٢٠١٨ حين حصلت مصالحة بين أبناء بلدته والنظام السوري فغادر لبنان على إثرها، وأنه في الشهر الرابع من العام ٢٠١٢ حصلت مجزرة في بلدته تلدو، وكان وقتها في لبنان، وأنه بعد حصول هذه المجزرة غادر لبنان ثم عاد إليه بطريقة شرعية، وقد دام وجوده في سوريا أسبوعاً واحداً، وأنه خلال تلك الفترة لم يلتحق بأية مجموعة مسلحة في تلدو، وأنه لا يعرف كتيبة الرباط، وهو لم ينتمِ لأية كتيبة، وأنه بعد أن غادر لبنان في ٢٤/١٢/٢٠١٨ عاد إليه خلسة بهدف العمل، وأنه لا يعرف إن كانت كتيبة الرباط تتبع تنظيم أحرار الشام، فهو خلال وجوده في تلدو لمدة أسبوع لم يسمع بهذا الإسم، وأن باقي المدعى عليهم هم أقرباؤه وهم يقيمون سوياً في لبنان، وأن أياً منهم لم ينتمِ لأي فصيل مسلح في لبنان أو في سوريا،
وأنكر المدعى عليه ع.ا. ما أسند له، وأدلى أنه دخل لبنان لآخر مرة في العام ٢٠١٦ خلسة، وأن أول مرة قدم فيها إلى لبنان كانت في العام ٢٠٠٣، وأنه دخل سوريا في العام ٢٠١٢ بتاريخ لم يعد يذكره، حيث تمّ استدعاؤه للخدمة الإلزامية، لكنه تمنع عن الإنضمام ولم يعد بوسعه مغادرة سوريا، وبقي فيها حتى العام ٢٠١٦، وأنه في الفترة الممتدة بين العامين ٢٠١٢ و٢٠١٦ لم ينتمِ لأي فصيل مسلح في سوريا، وهو كان يعمل في الزراعة، وأنه لا يعرف من يكون "لواء الأنصار"، وأنه لا يعرف "مجموعة السوري سعيد عامر"، وأن إفادته الأولية المخالفة غير صحيحة، وأنه يعرف باقي المدعى عليهم كونهم يعملون سوياً في جونيه وهذا هو سبب معرفته بهم، وأنه لم ينتمِ في لبنان لأي فصيل إرهابي،
وأنكر المدعى عليه ع.ب. ما أسند له، وأدلى أنه دخل لبنان لآخر مرة خلسة في الشهر الخامس من العام ٢٠١٣، وأنه لم يغادر لبنان بعد هذا التاريخ، وأن أول مرة قدم فيها إلى لبنان كانت في العام ٢٠٠٤، وأنه لم ينتمِ في سوريا لأي فصيل مسلح وذلك في الفترة الممتدة من بدء الأحداث فيها في آذار ٢٠١١ حتى دخوله لبنان في أيار ٢٠١٣، وأنه لا يعرف ماذا تكون "كتيبة العرياط ابن ساري"، وأنه كان عنصراً في جهاز أمن الدولة السوري وهو انشقّ عنه في ١٠/٣/٢٠١٣ وغادر سوريا خلسة كونه منشق، ودخل لبنان خلسة في ٦/٥/٢٠١٣، وأن إفادته الأولية المخالفة غير صحيحة، وأن تلدو خضعت بداية لسيطرة الجيش السوري الحر وبعد أن ترك بلدته لم يعد يعرف ما هي التنظيمات التي سيطرت عليها،
وأنكر المدعى عليه ع.ف. ما أسند له، وأدلى أنه دخل لبنان لأول وآخر مرة في ٢٤/٦/٢٠١٩، ولم يغادر لبنان بعد هذا التاريخ، وأنه خلال وجوده في سوريا لم ينتمِ لأي فصيل مسلح، وأنه لا يذكر الجهة التي سيطرت على تلدو في العام ٢٠١١ لكنه يعلم أنه في العام ٢٠١٦ سيطر عليها تنظيم أحرار الشام، وأنه لم ينتمِ لهذا التنظيم بعد سيطرته على تلدو، وأن إفادته الأولية المخالفة غير صحيحة، وأنه لم يشارك في أية معارك ضد الجيش السوري النظامي، وأنه أجرى مصالحة مع النظام السوري في العام ٢٠١٨ ضمن إطار مصالحة عامة شملت كل البلدة، وأن باقي المدعى عليهم هم أقرباؤه ومعارفه،
وأنكر المدعى عليه م.م. ما أسند له وأدلى أن آخر مرة دخل فيها لبنان كانت بتاريخ ٢٩/١١/٢٠١١، وهو دخله بطريقة شرعية، وأنه لم يغادر لبنان بعد دخوله له، وأنه لم يدخل سوريا ولم يغادرها خلسة بعد هذا التاريخ، وأن إفادته الأولية التي تضمنت أنه انتمى إلى "تجمع طلف الأحرار" في العام ٢٠١٢ هي إفادة غير صحيحة، فهو في هذا التاريخ كان في لبنان، وأنه لا يعرف أي شيء عن هذا التجمع، وأنه لم ينتمِ في لبنان لأي فصيل مسلح أو إرهابي، وأن باقي المدعى عليهم هم أصدقاؤه، وأنه يقيم بطريقة شرعية على الأراضي اللبنانية،
وأنكر المدعى عليه أ.ا. ما أسند له، وأدى أن أول وآخر مرة دخل فيها لبنان كانت في العام ٢٠١٣، وهو دخله بطريقة شرعية، وأنه لم يغادر إلى سوريا بعد هذا التاريخ، وأنه لم ينتمِ في الفترة الممتدة بين العام ٢٠١١ وهو تاريخ بدء الأحداث في سوريا حتى مغاردتها في العام ٢٠١٣ لأي فصيل مسلح، وأن والدهم غادر بهم إلى الشام عندما بدأت المظاهرات، وأن لا صحة لما جاء في إفادته الأولية من أنه انتمى إلى "مجموعة أبو يزن"، وأنه لا يعرف أي شيء عن هذه المجموعة، وأنه يؤكد على أنه غادر تلدو عند بدء المظاهرات فيها وكان يبلغ الرابعة عشرة سنة من عمره،
وأنكر المدعى عليه ب.ب. ما أسند له وأدلى أنه دخل لبنان لآخر مرة في ٢٠/٦/٢٠١٦ وذلك بطريقة شرعية، وأنه لم يعاود الدخول إلى سوريا بعد هذا التاريخ، وأنه كان يتردد قبل ذلك إلى لبنان، ودوماً بطريقة شرعية، وأنه لم ينتمِ لأي فصيل مسلح في سوريا منذ بدء الأحداث فيها في آذار ٢٠١١ وحتى دخوله لبنان في شهر ٦/٢٠١٢، وأن لا صحة لما جاء في إفادته الأولية من أنه انتمى لمجموعة "مالك بكور" في الشهر الخامس من العام ٢٠١٢، وهو دخل سوريا في شهر ٦/٢٠١٢ وكان قبل ذلك في لبنان، وهو دخل سوريا بطريقة شرعية، وهو ذهب إلى سوريا من أجل إحضار والدته المريضة إلى لبنان، لكن بوصوله وقعت أحداث أمنية ولم يتمكن من إحضار والدته فعاد وحده في ٢٠/٦/٢٠١٢، وأنه خلال الفترة التي تواجد فيها في سوريا لم ينتمِ لأية مجموعة مسلحة، وأن والدته عادت ولحقت به إلى لبنان، وأن والدته غادرت إلى سوريا مع زوجته وأطفاله قبل نحو السنة،
وأنكر المدعى عليه ع.ا. ما أسند له، وأدلى أنه دخل لبنان لآخر مرة في ١/٢/٢٠١٣ بصورة شرعية، وأنه بعد بدء الأحداث في سوريا في اذار ٢٠١١ قدم إلى لبنان لكنه لم يعد يذكر التواريخ بالتحديد، وما يذكره أنه في العام ٢٠١١ كان موجوداً في لبنان، وهو دخل إلى سوريا في أواخر العام ٢٠١٢ لعقد قرانه وعاد إلى لبنان بصورة شرعية في ١/٢/٢٠١٣، وأنه خلال وجوده في سوريا لم ينتمِ لأية مجموعة مسلحة، وأن لا صحة لما جاء في إفادته الأولية من أنه انتمى لمجموعة "أحمد رجب"، وأنه لم ينتمِ في لبنان أي فصيل أو تنظيم مسلح أو إرهابي،
وأنه بتاريخ ١٢/٢/٢٠٢٠ قررنا تكليف المديرية العامة للأمن العام بيان تاريخ دخول وخروج المدعى عليهم اعتباراً من بداية العام ٢٠١١ حتى تاريخه، كما تكليف مديرية المخابرات في الجيش إيداعنا دراسة أمنية عن المجموعات التي وردت في التحقيق الأولي (كتيبة الرباط، لواء الأنصار، كتيبة العرياط ابن ساري، كتيبة القادسية، تجمع طلف الأحرار، مجموعة أبو يزن، مجموعة الملازم المنشق مالك بكور، مجموعة السوري أحمد رجب)،
وأنه بتاريخ ٢١/٢/٢٠٢٠ ورد جواب المديرية العامة للأمن العام بموجب كتابها رقم ٢٨٦٨/ اع/و/وز تاريخ ١٣/٢/٢٠٢٠، وقد ورد فيه عدم وجود حركات تنقل للمدعى عليهما ع.ب. وع.ف.، علماً أن ع.ب. كان قد أدلى لدى التحقيق الاستنطاقي معه أنه دخل لبنان خلسة في ٦/٥/٢٠١٣ ولم يغادره بعد ذلك، وكان أدلى لدى التحقيق الأولي معه أنه دخل لبنان خلسة في العام ٢٠١٣، وأن ع.ف. أدلى لدى التحقيق الاستنطاقي معه أنه دخل لبنان في ٢٤/٦/٢٠١٩ ولم يغادره بعد ذلك وكان أدلى لدى التحقيق الأولي معه أنه دخل لبنان خلسة في بداية العام ٢٠١٩،
وتبين وجود حركات تنقل لباقي المدعى عليهم، أبرزها:
خروج س.ب. من لبنان في ٢١/٤/٢٠١٢ ثم دخوله إليه في ٢٩/٤/٢٠١٢ ثم مغادرته في ٢٥/٦/٢٠١٢ ثم دخوله إليه في ١٠/٧/٢٠١٢ ومغادرته في ٢٤/١٢/٢٠١٨، وهذا يتوافق مع جزء من إفادته الاستنطاقية لهذه الناحية،
وخروج ع.ب. من لبنان في ٢/١١/٢٠١١، دون أن يسجل أي حركة دخول وهو كان أدلى لدى التحقيق الأولي والاستنطاقي معه أنه دخل لبنان خلسة في العام ٢٠١٦،
ودخول م.م. في ٣٠/١٢/٢٠١٢ لآخر مرة، وقبل ذلك سجل دخولاً في ٢٢/١١/٢٠١١ يليه خروج في ٢٩/٤/٢٠١٢ ثم دخول في ٦/٥/٢٠١٢ وخروج في ١٨/١١/٢٠١٢، في حين كان أدلى لدى التحقيق الاستنطاقي معه أنه دخل لبنان آخر مرة بصورة شرعية في ٢٩/١١/٢٠١١، وكان أدلى لدى التحقيق الأولي معه أنه قدم إلى لبنان في أواخر العام ٢٠١٢،
ودخول أ.ا. بتاريخ ١٢/٣/٢٠١٣ وهي الحركة الوحيدة التي سجلها، وهو كان أدلى لدى التحقيق الأولي والاستنطاقي معه أن أول وآخر مرة دخل فيها لبنان كانت في العام ٢٠١٣ وذلك بطريقة شرعية،
ودخول ب.ب. لآخر مرة بتاريخ ٢٠/٦/٢٠١٢ سبقه خروج بتاريخ ١٦/٥/٢٠١٢ ودخول في ١٤/٢/٢٠١٢ بالإضافة إلى حركات تنقل أخرى سابقة، وهو كان أدلى لدى التحقيق الاستنطاقي معه أن آخر مرة دخل فيها إلى لبنان كانت بتاريخ ٢٠/٦/٢٠١٢ وذلك بطريقة شرعية، وكان قبل ذلك يتردد إليه دوماً بطريقة شرعية، وأدلى لدى التحقيق الأولي معه أنه حضر إلى لبنان في أواخر العام ٢٠١٢،
ودخول ع.ا. لآخر مرة في ٣/٢/٢٠١٣ سبقها خروج منه في ١٨/١٠/٢٠١٢ ودخول إليه في ١٤/١٢/٢٠١١، بالإضافة إلى حركات تنقل أخرى سابقة، وهو كان أدلى لدى التحقيق الاستنطاقي معه أن آخر مرة دخل لبنان كانت في ١/٢/٢٠١٣ وذلك بطريقة شرعية، كما أدلى لدى التحقيق الأولي معه أنه دخل لبنان مع عائلته بطريقة شرعية في العام ٢٠١٣،
وورد جواب مديرية المخابرات في الجيش بتاريخ ١٦/٣/٢٠٢٠ بموجب الإحالة رقم ١٤٧٥/م م/د/س تاريخ ١٣/٣/٢٠٢٠ وقد جاء فيها: أن المجموعات المسلحة موضوع التكليف تأسست في بلدة تلدو-حمص، الواقعة في سهل الحولا، وذلك على إثر وقوع مجزرة الحولا بتاريخ ٢٥/٥/٢٠١٢، وأن تلك المجموعات تشكلت من أبناء تلدو وعائلاتها وكانت على تواصل مع حركة أحرار الشام، من دون أن تبايعها، وكان الهدف منها الدفاع عن البلدة من قبل أبنائها، وتجنيبها دخول مقاتلي أحرار الشام، لكنها كانت على تنسيق وارتباط مع هذا التنظيم،
ثانياً: في الأدلة:
تأيدت هذه الوقائع:
- بالادعاء والتحقيقات الأولية والاستنطاقية،
- بأقوال المدعى عليهم،
- بجواب المديرية العامة للأمن العام بموجب كتابها رقم ٢٨٦٨/ اع/و/وز تاريخ ١٣/٢/٢٠٢٠،
- بجواب مديرية المخابرات في الجيش بموجب الإحالة رقم ١٤٧٥/م م/د/س تاريخ ١٣/٣/٢٠٢٠،
- بمجمل الأوراق،
ثالثاً: في القانون:
حيث أن معطيات الملف كافة وفق ما أظهرته الوقائع المساقة أعلاه، وبالأدلة المؤيدة لها لا سيما إفادات المدعى عليهم وجواب كل من المديرية العامة للأمن العام ومديرية المخابرات، أظهرت أن المدعى عليهم انتموا خلال وجودهم في سوريا لتنظيمات مسلحة،
وحيث يقتضي وسنداً للمادة /٢٣/ عقوبات وفي إطار تحديد مدى صلاحية القضاء اللبناني لملاحقتهم تبعاً لوجودهم في لبنان، وفي إطار ما تشترطه هذه المادة من ارتكاب المدعى عليهم لجرم معاقب عليه بنظر القانون اللبناني، جناية كان أم جنحة، يقتضي إذاً تحديد طبيعة كل تنظيم انتمى له هؤلاء المدعى عليهم،
وحيث يتبدى من معطيات التحقيق أن المدعى عليهم انتموا لتنظيمات مسلحة كان هدفها الدفاع عن بلدتهم تلدو بعد المجزرة التي تعرضت لها في ٢٥/٥/٢٠١٢ ثم لردّ اعتداءات تنظيم أحرار الشام عنها،
وحيث أن التحقيقات لم تنبئ عن إقدام المدعى عليهم على أعمال إرهابية تبيح للقضاء اللبناني ملاحقتهم سنداً للمادة /٢٣/ عقوبات،
وحيث أن مشاركة المدعى عليهم في أعمال مسلحة ضد الجيش السوري النظامي حصل في إطار نزاع مسلح داخلي بين السلطة السياسية السورية والمعارضين لها وضمن إطار الحق المكرس للشعوب في تقرير مصيرها وحقها في الكفاح المسلح فلا تكون المجموعات التي انتموا لها جمعيات أشرار تهدف إلى ارتكاب جنايات على الناس والأموال،
وحيث طالما أن المدعى عليهم لم يقدموا على أعمال إرهابية بنظر القانون اللبناني، وطالما أنهم لم يرتكبوا فعلاً يتصف بالعمل الجرمي لأن فعلهم جاء في إطار نزاع مسلح داخلي وفي إطار ممارستهم لحق الشعوب في تقرير مصيرها وحقها في الكفاح المسلح، وطالما أنهم ارتكبوا الأعمال موضوع التحقيق على الأراضي السورية، فلا يكون للقضاء اللبناني صلاحية لملاحقتهم، وتحديداً القضاء العسكري اللبناني،
لــــذلـــك
نقرر وفقاً للمطالعة،
أولاً: إعلان عدم صلاحية القضاء العسكري اللبناني لملاحقة المدعى عليهم ومنع المحاكمة عنهم لهذه العلة.
ثانياً: حفظ النفقات كافة.
قراراً صدر في بيروت بتاريخ ١٤/٤/٢٠٢٠
* * *